من أدوات النداء:
*************
يـــا:
من أكثر أحرف النداء استعمالا عند العامة والخاصة، وهي أمّ باب النّداء، لهذا لا يقدّر عند الحذف سواها ، لأنّها تبدو في خفَّة حركتها كأنّها صوت واحد لانطلاق اللسان بمدّها دون أن يستأنف عملا.
وتستعمل " يا " لنداء البعيد حقيقة، - أي البعيد بعدا حقيقيا – أو حُكما،" والبعيد حكما كالنائم والغافل و السَّاهي.
ولكثرة دورانها في الكلام، فقد يُنادى بها القريب توكيدا ، كما ينادى بها المتوسط مسافة، " قيل: هي مشتركة بين القريب والبعيد."
المغني، 447/4 .
وتجدر الإشارة إلى أنّ العرب يتوسّعون في أمهات الأبواب ما لا يتوسعون في غيرها من أخواتها؛ لذلك فلـ " يا " التي للنداء خصائص لا تكون لباقي أخواتها، ويمكن إجمالها فيما يلي:
** اختصت " يا "، بأنَّه يُنادى بها البعيد والقريب والمتوسط، جاء في المغني :" يا حرف نداء البعيد حقيقة أو حكما، وقد يُنادى بها القريب توكيدا، وقيل: هي مشتركة بين القريب والبعيد، وقيل: بينهما وبين المتوسط." رصف المباني، ص: 513.
** اختصت كذلك بدخولها في كلِّ نداء، أمَّا أخواتها فلا يدخلن إلاَّ في كل نداء خالص، قال ابن هشام :" هي أكثر أحرف النداء استعمالا...ولا ينادى الاسم المستغاث وأيها وأيتها، إلاَّ بها، أو بـ " وا "." المغني، 447/4.
فهي تستعمل في الندبة معاقبة لـ " وا " التي هي الأصل في باب الندبة. ولا يستغاث إلاّ بها كقولك: " يَا لزيدٍ لعمرو ".
** اختصت كذلك بأنّه لا يُقدَّر عند الحذف سواها، قال ابن هشام: " وهي أكثر أحرف النداء استعمالا؛ ولهذا لا يقدَّر عند الحذف سواها، نحو" يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا" " ، أي: يا يوسف أعرض عن هذا.المغني 447/4.
** اختصت بنداء اسم الجلالة دون غيرها من أخواتها، جاء في المغني: " ولا يُنادى اسم الجلالة... إلاَّ بها."المغني 447/4.
** اختصت بأنها أداة النداء في القرآن الكريم، ففي العربية أنَّ أدوات النداء كثير، ولكن لم يقع نداء بغير " يا " في التنزيل.
جواهر الأدب، الإربلي، ص: 34، ودراسات لأسلوب القرآن الكريم، 3 / 638.